إن الاستدامة، كما نعرفها اليوم، لم تؤد إلى إحداث تغييرات إيجابية في البيئة فحسب، بل وفرت أيضا التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
فلقد أتاح لنا الفرصة لإعادة تعريف مفهوم الرفاهية المطبق على التصميم الداخلي، ما أدى إلى مشاريع تصميم مبتكرة وطرق تصنيع جديدة واستخدام مواد ذات تأثير منخفض على البيئة.
وتستوعب الحياة منخفضة التأثير الاعتبارات المتعلقة بالاقتصاد الدائري، وطول العمر، والمواد ذات الأصل الأخلاقي، والسمية المنخفضة، من بين معايير أخرى،
والتي يتم تقييمها الآن من خلال شهادة تسمح بضمان الاختيارات الواعية.
ولا تعتقد أن الجماليات قد تم المساس بها، بل على العكس تماما.
فالتصميم الداخلي المستدام قادر على تحقيق التوازن بين الفخامة والجودة والمتانة والأخلاق المطلوبة.
مواد التصميم الداخلي المستدامة
يهدف تصميم مشروع التصميم الداخلي المستدام إلى تطوير مفهوم يتماشى مع الطبيعة، وإدراك التأثير البيئي لكل خيار ومدى ملاءمته للاقتصاد الدائري.
يجب أن يبدأ هذا النوع من المشاريع بالتفاصيل الأكثر وضوحًا، وهنا تبرز البنية التحتية والأرصفة والمساحات الخضراء.
ويجب أن تسمح البنية التحتية بدخول ما يكفي من الضوء الطبيعي، وذلك لتقليل الحاجة إلى الضوء الاصطناعي والتدفئة خلال النهار.
يجب أن يأخذ اختيار الرصيف في الاعتبار الراحة الحرارية، أما بالنسبة للمساحات الخضراء، فإن وجودها، خارجيًا وداخليًا (شائع في القطاع الفاخر )
ولن يعطي نضارة جمالية فحسب، بل سيعزز أيضًا جودة الهواء وتبريد المساحات، ما يقلل الحاجة إلى اللجوء إلى تكييف الهواء.
وفي جانب أكثر عملية من التصميم، قدم مفهوم الاستدامة طرقًا جديدة لاستخدام المواد من الطبيعة في هذا القطاع.
على الرغم من أن الخشب والخيزران والفلين والحجر الطبيعي والرخام هي بعض من أكثر خيارات المواد الطبيعية وضوحًا،
فقد أصبحت الابتكارات التكنولوجية تشمل المنتجات المصنوعة من مواد عضوية ومعاد تدويرها، والدهانات العضوية، والمنسوجات الطبيعية.
الخشب:
تتمتع المنتجات الحرجية بعدد من الوظائف والخصائص التي تجعلها منتجات مثالية فيما يتعلق بالاستهلاك المستدام، إلا أنه ينصح بالتأكد من أنه خشب من أشجار سريعة النمو.
الخيزران:
وهو مادة خام لها عدة استخدامات، مثل الأثاث، والحرف اليدوية، والأرضيات، والمناظر الطبيعية، والديكور.
وله القدرة على استبدال الخشب وتجنب إزالة الغابات لأنه نبات سريع النمو ولا يحتاج إلى استخدام مواد كيميائية في زراعته.
الفلين:
مشاريع لا تعد ولا تحصى في جميع أنحاء العالم تسلط الضوء على تفرد الفلين باعتباره مادة متينة ومقاومة للماء وخفيفة الوزن مع قدرة العزل الحراري والصوتي ومقاومة الصدمات.
ويتم استخدامه في بناء البنى التحتية، لإنشاء الأعمال الفنية، أو لعزل المساحات.
ويتم استخراجه من لحاء الأشجار دون الحاجة إلى إزالة الغابات، فينمو سريعاً من جديد.
الرخام:
هو الصخر الذي بعد خضوعه لعملية تحويل باستخدام درجات حرارة عالية (فقط)، يصبح متعدد الاستخدامات بدرجة كبيرة
ويمكن استخدامه على الأرضيات والجدران وقطع الديكور وأسطح المطبخ والقطع الفنية.
الحرير والقطن والصوف:
هذه هي المنسوجات المفضلة القادرة على إضفاء الرقي والأناقة على البيئة، وتعتبر هذه الأقمشة مستدامة لأنها مشتقة من النباتات والحشرات وتتطلب عمليات تصنيع ذات تأثير منخفض على البيئة.
كما تستخدم العلامات التجارية الفاخرة المستدامة أيضًا العناصر الزخرفية القائمة على الزجاج على نطاق واسع، حيث إنها مادة أكثر متانة ويمكن إعادة تدويرها إلى ما لا نهاية.
ويمكن أخذ خصائص أخرى في الاعتبار عند اختيار المنتجات الأكثر ملاءمة لتكون جزءًا من المشروع. ومن الممكن إعطاء الأفضلية للمنتجات ذات الإنتاج المحلي التي تقلل من تأثير النقل على التوزيع، والمنتجات المصنوعة يدويا والتي يقل تأثيرها الإنتاجي.
اقرأ أيضًا: الاتجاهات المستقبلية في التصميم الداخلي للمساحات الفاخرة