هنا سوف نشارك تجاربنا في تصميم القصور والمباني السكنية الفاخرة، سواء كانت فيلات سكنية مجمعة أو مدمجة لعائلة مكونة من جيلين، ومن خلال خبرتنا السابقة في مثل هذا النوع من المشاريع قمنا عام 2013 بتصميم مشروع قصر لعائلة، حيث من النادر أن يكون المالك منفتح علي مشاركة التصاميم النهائية علي المجتمع، وفي الغالب يجب تقبل الخصوصية وحقوق الملكية الفكرية كون المالك قام بشراء التصميم وحقوق التصميم فذلك حق أساسي في عدم نشر التصميم.

أما هنا فنحن نعرض نمط التصميم لأحد مشاريع تصميم القصور السابقة والتي مرت بمراحل عديدة، وطريقة التصميم كانت مختلفة كون العائلة المستفيدة وضعت من ضمن متطلباتها تصميم قصر علي طراز معماري حديث. وهذا في بعض الأحيان يكون غريب لأن فئة كبيرة من ملاك القصور عندما يريدون البدء في تصميم القصور، يتوجهون إلي فكرة البناء الكلاسيكي الذي يعد نوعًا ما غير محبذ فهي في النهاية مسألة أذواق وسوف نتناولها في النقاط التالية:-

الخطوة الأولي: الدراسة والتحليل

التصميم المعماري هو اتجاه لإيجاد حلول للمشكلة، وعندما تتوجه إلي عمل تصميم معماري فإنك تريد إيجاد حل لهذه المشكلة، ومن أجل أن تصل إلي حلول حقيقية وصحيحة يجب أن تتوفر المعطيات ومن أجل تصميم قصر بطريقة معمارية صحيحة يجب جمع كافة المعلومات المتوفرة عن الموقع،

وطريقة التعامل مع هذه التفاعلات مع المناخ والبيئة والمحيط الخارجي، أضف إلي ذلك أننا دائما نتبع ونحاول إيجاد آلية للتعامل مع عقلية العميل، لأن مالك القصر شخص متطلب وذلك أمر طبيعي عندما تقدم خدمات لمشروع سكني يتجاوز 70 مليون ريال، فذلك أمر في غاية الأهمية أن تراعي أغلب التفاصيل.

لكن نحن من خلال تجربتنا الناجحة في تصميم القصر معماريًا نقسم الدراسة و التحليل إلي قسمين: دراسات الموقع والتحليل المساحي، إن أكثر جانب معقد في هذه المسالة هو العلاقات المعمارية للتصميم المعماري، فعندما تندمج عدة عائلات في حيز واحد يجب علي المصمم المعماري أن يوفر مساحة خصوصية مستقلة لكل فرد، وهذه المساحة سوف تكون في غاية الأهمية للمصمم المعماري، ونحن دائمًا ما نستخدم نظام لوغارتمي يعتمد علي الحاسوب من أجل تحليل البرنامج المساحي، وهذا ما يجعل الأمر مميزًا و معقدًا بعض الشيء.

الخطوة الثانية: الأفكار المعمارية

كما قلنا في الخطوة الأولي يعد التعامل مع المالك المتطلب أمرًا أساسيًا، فمشاريع تصميم القصر يجب أن تحتوي علي أفكار مختلفة تلبي الميزانيات الموضوعة ومتطلبات الأسرة، هنا سوف نشارك تجربتنا من خلال تصميم 4 بدائل تصميمة لمشروع واحد، ونود أن نشير منذ البداية إلي أن هذا المشروع تم تصميمة عام 2013، وهو منفذ حاليًا حيث حاولنا مجاراة طابع التصميم وطريقة تنوع العلاقات المعمارية المنفتحة.

كما سوف تلاحظ في البدائل المعمارية المرفقة والأربعة قد يوجد تشابه فيما بينها نوعًا ما، إلا أنها متنافرة من ناحية العلاقات ومجتمعة من ناحية الهدف التجمعي حول موضوع ومبدأ واحد، لأن العائلة يجب أن تكون متحدة وعندما يكون هناك جيلين من العوائل.

يجب علي المعماري مراعاة التفاعل الصحيح، وهنا سوف يكون رأي مختلف آخر، لأن أغلب المعماريين الذين يصممون الفيلات السكنية يدافعون عن فكرة أن العلاقات المعمارية للفلل السكنية، والتصميم المعماري لمشروع الفيلا السكنية محدود ومتشابه حسب وجهة نظرهم، وهذا الأمر غير صحيح وهو سبب للتراجع المعماري في مجال الإسكان، وجعل البيوت علي شكل رتيب وغير متجدد لأنه يتابع نمط مكرر قد يكون غير متناسق مع الحداثة، حتي أن أغلب وأهم المباني حول العالم والتي تتميز بعبق وتاريخ كبير تم تطويرها وإعادة بنائها وترميمها، لأن العلاقات المعمارية تختلف، لذلك عزيزي القاريء لا تقع خلف الضحية والادعائات القائلة أن عناصر التصميم واحدة.

كما أن فكرة الاقتناع بهذا الامر سوف تجعل من المسكن الذي سوف تبنيه خطوة متأخرة إلي الخلب لكل عائلة، ولكل منزل ولكل مشروع تركيبة وبصمة وراثية مختلفة هذه البصمة سوف تتطور بتطور تفكير ومتطلبات صاحبها  والمستفيد منها.

الخطوة الثالثة: تطوير التصميم المعماري:

الآن سوف تلاحظ أننا نتحدث نوعًا ما عن تصميم معماري واضح المعالم، قد يكون التوجه اختلف قليلًا، قد يري البعض أنه يجب أن يشبه التصميم تلك القصور والتي صممنا أحدها في الرياض من أجل أن يكون التصميم هو التصميم، وفي واقع الأمر هذا هو الخطأ بحد ذاته، لقد بدأ البرنامج علي أنه تصميم مشروع قصر، ثم تطور إلي إن أصبح تصميم مجمع فلل فاخرة،هل يمكننا القول عن ذلك أنه تصميم معماري لقصر؟

الجواب: نعم لأن مساحة الأرض تتعدي 2500 م مربع، لكن دعونا ننظر إلي الشخصية والطلب، هذا هو المطلوب.

في العادة يكون في أذهاننا تصور لفكرة معينة يصعب تغيرها لكن عندما ننظر إلي متطلباتنا المعمارية، نجد أننا نحتاج شيء آخر، لذلك فإن أغلب الملاك يكون لديهم بعد نظر في بداية التجربة، وعندما يتعاقد مع معماري متمرس سوف يعرض البرنامج المساحي والمتطلبات والنشاطات المطلوبة، وبعد ذلك يفترض علي المعماري أيقوم بدراسة وتصميم وحل هذه العلاقات بشكل صحيح، ومن خلال تجربتنا، نحن لا نري أن المالك في هذا المشروع كان يذهب نحو فكرة مبني مثل هذا المبني.

الخطوة الرابعة: التطوير النهائي:

عندما يصبح التصميم والعلاقات المعمارية مجتمعة وتشكل قوة مميزة، يصبح من السهل معالجة باقي الأمور المعمارية والدخول في التفاصيل المعمارية الفنية، لأن التصميم المعماري أمر في غاية التعقيد من ناحية استخدام المواد والأنظمة وقد يتم استخدام أنظمة بناء إنشائية، لأن المساحات الواسعة في الغرف والصالات يجب أن تكون كبيرة وهذا أمر مهم يجب الانتباه إليه، واستخدام الألوان والإضاءة الطبيعية يعتمد علي توجيه الشمس وحركة غروب وشروق الشمس والراحة النفسية، بل في بعض الأحيان في مثل هذا النوع من المشاريع نضمن طريقة دراسة الهوية البصرية.

وقد نستعين بطريقة تصميم السينوجرافيا في محاكاة حركة الضيف والزائر لأن ترك انطباع مميز عند الزيارة الأولي أمر في غاية الأهمية. ثم بعد العديد من ساعات العمل والدراسة والتصميم والتعديل، تكون النتيجة النهائية لتصميم القصر في غاية الأهمية والتفاصيل المعمارية، وكذلك دراسة متطلبات الصيانة لأن أهم شيء في نجاح المبني عدم ضياع المزيد من التكاليف في الصيانة السنوية، وكلما قلت تكلفة الصيانة السنوية كلما كان المبني كفء ومستدام، وأغلب المعماريين في ذلك الوقت لم يكن يذهب إلي حلول الأبنية الخضراء والأفكار التي تعطي حلول للاستدامة.

يمكنك أيضًا متابعة المزيد من المقالات على INJ Architects

يمكنك أيضًا متابعة المزيد من المقالات على ArchUp