(INJ Architects – بيان صحفي)
يمثل مشروع القنصلية الإندونيسية الجديدة في مدينة جدة مرحلة معمارية وثقافية مهمة في العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا، حيث يجمع بين الرمزية الثقافية والدقة الرياضية في إطار معماري معاصر. وقد جرى تكليف المعماري السعودي إبراهيم نواف جوهرجي بقيادة التصميم والتطوير، مع التركيز على صياغة مبنى دبلوماسي حديث يستلهم الهوية الإندونيسية ويستجيب في الوقت نفسه لمتطلبات التخطيط العمراني والأنظمة المحلية المعمول بها في جدة.
يعتمد المشروع على كتلة هندسية مثلثة مستلهمة من شكل البيشي الإندونيسي التقليدي، وهو غطاء للرأس يرتبط بالهوية والوقار في الثقافة الإندونيسية. وبدل استنساخ الشكل مباشرة، أعيدت صياغته وفق نسب رياضية قائمة على النسبة الذهبية، بهدف تحقيق توازن بصري ورمزية ملائمة لطبيعة المبنى الدبلوماسي.
يمتد المبنى الرئيسي عبر تشكيل يضم ثلاثة أجنحة جانبية تستلهم الإيقاع المكاني للعمارة الإندونيسية الجماعية، بحيث تستوعب الوظائف القنصلية الأساسية مع الحفاظ على وضوح الحركة والتنظيم الداخلي، إلى جانب مساهمتها في تشكيل هوية معمارية متجانسة.

وتبرز واجهة المبنى كأحد العناصر الأساسية في المشروع، إذ جرى تطويرها عبر نموذج رياضي يجمع بين منطق الزخارف الباتيك الإندونيسية والبنى الهندسية الإسلامية. وبخلاف الأسطح البارامترية المعتادة، يعتمد النظام على خوارزمية هندسية مضبوطة تحافظ على هوية نقوش الباتيك، مع تحويلها إلى مظلة تظليل ثلاثية الأبعاد تستجيب لمناخ جدة الجاف وتحدّ من اكتساب الحرارة. ومع تغيّر ضوء الشمس، تُسقط الواجهة ظلالًا متحركة تعيد صياغة أنماط الباتيك التقليدية في لغة معمارية معاصرة.
وقد جرى تنسيق مراحل المشروع مع الجهات التنظيمية في المملكة والمؤسسات الدبلوماسية الإندونيسية، لضمان توافق التصميم مع الاشتراطات المحلية من جهة، واستمرار التعبير الثقافي من جهة أخرى. كما تضمنت المراحل الأخيرة تعديلات على مسارات الحركة واعتبارات السلامة ومواقع الخدمات الميكانيكية، بما يعكس مرونة المشروع في انتقاله من الرسومات إلى التنفيذ الفعلي.
ويشير مسؤولون مطلعون على المشروع إلى أن تصميم القنصلية يجسد العلاقة العميقة بين البلدين من دون اللجوء إلى رمزية مباشرة، إذ يعتمد خطابًا معماريًا يقوم على النسب والحرفية وتلاقي تقاليد الهندسة بين الثقافتين.
ويقول المعماري إبراهيم جوهرجي في وصف فلسفة التصميم:
“ركزنا على تطوير مبنى يحمل ذاكرة المكان ولا يكررها. التحدي كان في الحفاظ على هوية نقوش الباتيك ضمن واجهة تظليلية فعالة ومتجاوبة مع المناخ.”
ومع تقدم أعمال الإنشاء، يترسخ حضور القنصلية الجديدة ضمن المشهد الدبلوماسي في جدة، إذ تسعى إلى تقديم قيمة عمرانية وثقافية للمنطقة، وتطرح نموذجًا لكيفية التعبير عن الهوية الوطنية ضمن مبانٍ دبلوماسية حديثة. ومن خلال تكوينها المثلث وأجنحتها الجانبية وواجهتها ذات الأساس الرياضي، يعكس المشروع توجهًا معماريًا جديدًا يجمع بين الثقافة والوظيفة والحداثة في سياق حضري متنامٍ.
مزيد من المعلومات:
صفحة المشروع: https://injarch.com/indonesian-consulate/
نبذة عن المعماري: https://injarch.com/ibrahim-nawaf-joharji/
