تخطى إلى المحتوى
Home » توبوآرتيك: دمج الفن والعمارة العضوية

توبوآرتيك: دمج الفن والعمارة العضوية

  • بواسطة

“توبو آرتيك: الهيكل الجيني للعمارة العضوية الأرضية”

نظرة عامة عن المشروع: توبو آرتيك

توبو آرتيك هو مشروع فني رائد من تصميم المعماري والفنان السعودي إبراهيم نواف جوهرجي ، وُلد من انبهاره بالتعبير الرياضي والبصري للتضاريس. من خلال دمج مجالي الفن والعمارة، يستكشف “توبو آرتيك” جوهر الخطوط المتموجة العضوية — بصمة الجبل الطبيعية — كلغة فنية جديدة تتحدث عن جمال الأرض البدائي وكذلك الحسابات الدقيقة لتدخل الإنسان.

1. الأساس الفني لرسم الخرائط التضاريسية
تُعد الخطوط الكنتورية أداة رياضية تُستخدم لرسم سطح الأرض في الفضاء ثلاثي الأبعاد، حيث تخلق “متوسطًا” بصريًا يمثل ارتفاع التضاريس عند مستويات معينة. في رسم الخرائط الكنتورية، يُحدد كل خط ارتفاعًا ثابتًا، مكونًا مخططًا عرضيًا يرسم المنحدرات الوعرة، الوديان، والقمة في المناظر الطبيعية. الأساس الرياضي للخطوط الكنتورية يُمثل عادة

by: z = f(x,y)

حيث يمثل zzz الارتفاع، بينما تمثل xxx و yyy الإحداثيات على السطح. تُولد هذه المعادلة خريطة سطحية لتغيرات الارتفاع، حيث تلتقط التغيرات في سطح الأرض وتحولها إلى سلسلة من الخطوط، كل منها يمثل ارتفاعًا مميزًا.

من خلال هذه التقنية، يقوم مشروع TopoArtic بتحويل هذه الحسابات الرياضية إلى شكل ملموس، حيث لا يُعتبر كل خط مجرد تمثيل للارتفاع، بل حدًا رمزيًا. إنه يربط بصريًا بين خطوط الأرض الجيولوجية وفن رسم الخرائط الدقيقة، مما يحول المبادئ العلمية إلى جمالية عضوية.

2. الخطوط المحيطية كطباعة عضوية لأرض – منظر طبيعي جيني

الخطوط المحيطية في مشروع TopoArtic ترمز إلى الهوية الجينية الفريدة للأرض. فكل جبل ووادٍ يحملان نمطًا لا يشبه أيًا آخر، مشابهًا لتسلسل الحمض النووي، مما يبرز مبادئ العمارة العضوية. لا توجد خطين محيطية متطابقتين، وكل خط هو في جوهره أصلي. يقوم TopoArtic بتحويل هذه الخطوط الطبوغرافية إلى سلسلة فنية حيث يصبح “الرمز الجيني” للأرض تجربة مرئية وملموسة. تتماشى هذه المقاربة مع مثُل العمارة العضوية، حيث تجسد مفهوم التصميم الطبيعي الذي يتطور دون تكرار.

3. الألوان كأداة بصرية – قصة عمق وجمال الأرض

تقليديًا، تستخدم خرائط الكنتور التدرجات اللونية لتمثيل الارتفاعات؛ ومع ذلك، يبتكر مشروع “توبوآرتيك” هذا المفهوم. هنا، تُستخدم الألوان لإنشاء “بصمة بصرية”، حيث يتم اختيار كل درجة لونية لتعكس شكل الأرض كقصة بصرية. بدلاً من التدرجات التقليدية، تعرض الألوان في “توبوآرتيك” العمق والتنوع، مما يشكل قصة بصرية تأسر انتباه المشاهد. وتخلق هذه الأمواج اللونية صورة متماسكة تعكس روح الجبال وتبرز شكلها، مظهرة الجمال الجوهري للخطوط الطبيعية.

مجموعة توبوآرتيك: رحلة تقدمية في فن الكنتور

  • المجلد 1: التدرج النقي
    • يعرض خطوط الكنتور الطبيعية مع تدرجات لونية دقيقة، مع إبراز الارتفاعات دون أي تقطيع أو تعديلات.
  • المجلد 2: القطوع الطبقية
    • يمثل المنظر الطبيعي من خلال القطوع الطبقية الدقيقة، مما يبرز العمق وتفاصيل الكنتور، ويشبه المقاطع العرضية لجبل ويعكس التدخل البشري في الطبيعة.


المجلد 3: بصمة الجبل

يمزج بين خطوط الكنتور مع أمواج لونية غنية، ليخلق “بصمة الجبل” التي تكشف عن الجوهر المنقوش لسطح الأرض بألوان نابضة بالحياة.

المجلد 4: سلسلة الأرض الجينية

تصور الكنتور كترتيب جيني فريد، حيث يجسد كل عمل تنوع الأرض العضوي من خلال القطوع الطبقية وتنوعات الألوان، رمزاً لوحدانية المناظر الطبيعية الطبيعية.

4. القطع والملء: مرونة الجبل أمام التأثير البشري

في الهندسة المعمارية والبناء، تُعدّ تقنية “القطع والملء” أسلوبًا يُستخدم لتشكيل الأرض عن طريق قطع المناظر الطبيعية لتحقيق الارتفاعات المطلوبة. يعكس مشروع توبوآرتيك هذه العملية، مُجسّدًا كيف يتحمل الجبال التدخل البشري، سواء كان من أجل البناء أو استخراج الرخام أو البنية التحتية. كل خط كنتور في هذا العمل الفني يمثل قوة الجبل ومرونته أمام هذه “الانقطاعات” البشرية. تصبح هذه المرونة سمة بارزة في توبوآرتيك، مما يُجسد العلاقة بين حاجة الإنسان إلى الموارد وأساس الطبيعة الثابت.

5. فرضية الاستمرارية: الحفاظ على نقاء الجبل

السؤال الأساسي الذي يستكشفه مشروع توبوآرتيك هو: كيف يحتفظ الجبل بجوهره رغم التحولات التي يطرأ عليها بفعل الإنسان؟ يوضح هذا المشروع إمكانية التعايش المتوازن بين التفاعل البشري والتحمل الطبيعي. سواء كان ذلك من أجل التطوير أو استخراج الموارد، يظل “البصمة الجينية” الطبيعية للجبل، حاملة بين طياتها التغيير والدوام. يكشف توبوآرتيك عن رؤية تكرّم العمارة العضوية وجمال البيئة، حيث يمزج بينهما ليشكل منظرًا طبيعيًا متكاملًا وسلسًا.