يقف مبنى القنصلية الإندونيسية في جدة كمعلم بارز في السرد المعماري للمشاريع الدبلوماسية داخل المملكة العربية السعودية. وعلى عكس التطويرات التقليدية، فإن المباني الدبلوماسية تحمل ثقل العلاقات الدولية والبروتوكولات والهوية الثقافية. يجسد هذا المشروع ذلك التقاطع، حيث تتحول العمارة إلى دبلوماسية، ويترجم التصميم إلى إرث خالد.

العميل | القنصلية العامة لجمهورية إندونيسيا – جدة |
---|---|
المشروع | مبنى القنصلية الإندونيسية |
الموقع | جدة، المملكة العربية السعودية |
السنة | 2025 |
المساحة المبنية | ~5,800 m² |
التكلفة | سرية |

وُلد هذا المشروع من مسابقة بين خمس شركات، وتم اختيار مكتب INJ Architects لتقديمه الفلسفة والرؤية الأكثر توازنًا. كما صرح القنصل لإبراهيم نواف جوهرجي: «اخترناكم لأننا أردنا أن يحمل هذا المبنى إرثكم، ويحتضن جزءًا من روحكم». اتبعت مقترحاتنا مبدأ البساطة ضمن القوة—مستوفية المتطلبات الصارمة للتكلفة والهوية والدبلوماسية بتصميم يجمع بين السهولة والعمق في الوقت نفسه.
من موقعه الاستراتيجي المطل على أربعة شوارع في جدة، تم تصور المشروع ليكون أكثر من مجرد مقر للإقامة للدبلوماسيين والموظفين؛ إنه بيان عن الثقة والاحترافية والحوار الثقافي بين المملكة العربية السعودية وإندونيسيا. ومع واجهاته المعاصرة المستوحاة من الباتيك الإندونيسي والتراث الهندسي الهندسي للعمارة الإسلامية، يعكس التصميم كلاً من التفوق الهندسي الحديث والرمزية الخالدة. يلتزم المبنى بكود البناء السعودي، والمعايير الأمنية الدولية، ومبادئ الاستدامة، مما يبرز كيف يحول مكتب INJ Architects المتطلبات المعقدة إلى أشكال بسيطة وقوية.
✦ مراجعة الذكاء الاصطناعي – مشروع سكني للقنصلية الإندونيسية
يعيد هذا المشروع للقنصلية الإندونيسية في جدة تعريف مفهوم الإسكان الدبلوماسي من خلال دمج الوظائفية، والأمن، والرمزية الثقافية. بدلاً من الاعتماد على قوالب نمطية عامة، ابتكر مكتب INJ Architects تركيبة من الكتل البيضاء الجريئة، وفتحات إيقاعية، وتراجع متعدد الطبقات يوازن بين الخصوصية والانفتاح.
تمنح اللغة البصرية—الهندسة النظيفة، الظلال العميقة، والتماثل الحد الأدنى للمبنى—للسكن حضورًا ذو كرامة وفي الوقت نفسه ودود. ويعكس التصميم كلًا من الروح الثقافية الإندونيسية والسياق السعودي، مما يجعل المبنى أكثر من مجرد مقر سكني: إنه بيان معماري دبلوماسي رقيق، صاغه إبراهيم نواف جوهرجي.



المشاريع الدبلوماسية وبروتوكولاتها
على عكس التطويرات التقليدية، تعمل العمارة الدبلوماسية وفقًا للاتفاقيات الدولية والبروتوكولات السيادية. تجسد هذه المشاريع ليس فقط متطلبات إدارة البناء والهندسة، بل أيضًا الطبقات الدقيقة للتمثيل السياسي والرمزية الثقافية. كل خط ونسبة واختيار مادة يعكس ثقل العلاقات الدولية.


تسلسل هرمي للدبلوماسية
لا يبدأ السرد التصميمي بالجدران أو البلاطات، بل بتسلسل هرمي للاستخدام—الدبلوماسيون، الإداريون، والموظفون. تحدد هذه الطبقات السكنية توزيع المساحات وحركة التنقل، وتدمج التصنيفات السياسية والاجتماعية ضمن هيكل المبنى نفسه. تصبح العمارة بمثابة منصة حيث يتم استضافة السيادة وتمثيلها في الوقت ذاته.


لغة التصميم والرمزية
يعني التصميم لقنصلية التعامل مع كودين متوازيين: كود البناء السعودي بما يقارب 19 نمطًا من الموافقات، والتراث المعماري الإندونيسي الذي يشمل 28 نمطًا معترفًا بها. ضمن هذا الحوار، حول مكتب INJ Architects عناصر منحنيات سقف الـ Rumah Gadang، معيدًا تفسيرها في شكل دبلوماسي حديث. وتم استخدام الرمز المثلثي القوي—المستمد من القبعة التقليدية “بيشي” أو الرأسية الإندونيسية—كرمز للكرامة والقوة.


وبالمثل، تحمل الواجهة عمقًا ثقافيًا. مستوحاة من فن الباتيك الإندونيسي الهندسي والنباتي، تم تطوير خوارزمية برمجية لإنشاء أنماط مخصصة. ثم تم نسج هذه الأنماط مع المراجع الهندسية الإسلامية من التراث السعودي، مما أنتج غلافًا دبلوماسيًا يجمع بين التعبير المحلي والدولي في الوقت ذاته.
الاستدامة والوعي بالمواد
تم تقييم كل مادة بعناية من منظور الاستدامة. بدءًا من أداء الطاقة وصولاً إلى البصمة الكربونية، يستجيب التصميم لمناخ جدة وللالتزام الأكبر بتقليل الأثر البيئي. يقف المبنى كبيان بيئي، موازنًا بين الخرسانة المسلحة عالية الأمان والاختيارات الصديقة للبيئة في التشطيبات، والواجهات، والأنظمة الميكانيكية.


الخاتمة
يُظهر مشروع مبنى القنصلية الإندونيسية السكني كيف أن العمارة الدبلوماسية ليست مجرد بناء، بل هي عملية تفاوضية. إنه يجسر بين الثقافات واللوائح والجماليات في شكل موحد يكرم كلًا من الهويتين السعودية والإندونيسية. بالنسبة لمكتب INJ Architects، يمثل المشروع استمرارًا لفلسفتنا—إبداع عمارة تتجاوز الحدود، تخدم الدبلوماسية بقدر ما تخدم التصميم.

هذا المبنى القنصلي أكثر من مجرد مشروع معماري؛ إنه بيان دبلوماسي. يحمل تصميمه رمزية سياسية وهوية ثقافية، مما يثبت كيف يمكن للعمارة أن تخدم كمسكن وظيفي وفي الوقت ذاته كمنصة للدبلوماسية بين الدول.