
منزل البحر الأحمر
بيانات المشروع
السمة | التفاصيل |
---|---|
الموقع | ساحل البحر الأحمر، المملكة العربية السعودية |
السنة | 2020 |
المساحة | 250 متر مربع (لكل وحدة) |
الحالة | تصميم مفهومي |
التصنيف | سكني، بحث، استدامة |
الأسلوب | حديث، تجريبي |
مقدمة
يُعيد مشروع منزل البحر الأحمر، الذي صممه مكتب INJ Architects بقيادة إبراهيم نواف جوهرجي، تعريف مفهوم الفضاء السكني من خلال دمج العمارة مع سيولة البحر. هذا المشروع المعماري ليس مجرد منزل، بل هو استكشاف فلسفي لمفاهيم الانتماء والأمان والتواصل الثقافي. وُلد المشروع خلال الفترة التأملية لجائحة عام 2020، ليستجيب للرغبة الإنسانية في ملاذ يتجاوز الحدود الأرضية، مقدمًا علاقة ديناميكية مع العالم الطبيعي. يندرج المشروع ضمن فئتي التصميم والسكني، ويتحدى المفاهيم التقليدية للمنزل من خلال رؤية جريئة وخيالية.
تحليل الموقع والسياق الجغرافي
يقع منزل البحر الأحمر على ساحل البحر الأحمر النقي في المملكة العربية السعودية، ويتفاعل مع سياق جغرافي وثقافي فريد. يُعد البحر الأحمر ممرًا بحريًا حيويًا، ومركزًا للتنوع البيولوجي وطرق التجارة التاريخية التي تربط إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط. توفر مياهه الفيروزية ونظمه الإيكولوجية المرجانية خلفية نابضة بالحياة، بينما تتطلب الظروف المناخية القاسية—الحرارة الشديدة والملوحة العالية—ابتكارًا في التصميم المعماري. يستجيب المشروع لهذا السياق من خلال احتضان الحركة، مما يتيح للمنزل أن يعوم على سطح البحر، متفاعلاً مع المجتمعات الساحلية والبيئات البحرية. تعكس هذه الطبيعة الرحالة تراث البدو في المنطقة، حيث تُعد الحركة مرادفًا للتكيف والصمود.



الفكرة التصميمية
يُصوَّر منزل البحر الأحمر كـ”كبسولة مائية”، وهي مسكن مستقل يتناغم مع محيطه المائي. تستلهم الفكرة مفهوم المنزل كفراغ—مساحة للراحة والاستقرار—مع تحدي الطبيعة الثابتة للمساكن التقليدية. من خلال دمج مبادئ الاستدامة والبحث، يقترح مكتب INJ Architects مسكنًا يجوب البحار، معززًا التبادل الثقافي والوعي البيئي. يجمع شكل الكبسولة بين الوظيفية والرمزية، مستحضرًا صورة قارب ورقي ينجرف عبر المحيط، حاملاً قصص التواصل البشري والاستكشاف.
المعالجة المعمارية والكتلية
يتميز اللغة المعمارية لـمنزل البحر الأحمر بهيكلية معيارية خفيفة الوزن، مصممة لتحمل الظروف البحرية مع تقليل التأثير البيئي. تمتد الكبسولة، التي تبلغ مساحتها 250 مترًا مربعًا، بشكل انسيابي وديناميكي هوائي، مغطاة بمواد بيولوجية مركبة تقاوم التآكل وتقلل من اكتساب الحرارة. تُنشئ الألواح الزجاجية المنحنية الكبيرة اتصالاً سلسًا مع البحر، مما يعزز التصميم الداخلي بإغراق الفضاءات بالضوء الطبيعي وإطلالات بانورامية. تتميز الواجهات المعمارية بالديناميكية، مع فتحات قابلة للتعديل تستجيب لزوايا الشمس، موازنة بين الجماليات والوظيفية.
داخليًا، يُعطي التخطيط الأولوية للمرونة، مع مساحات معيشة مفتوحة تتكيف مع احتياجات السكان. يتضمن التصميم أثاثًا معياريًا وحلول تخزين ذكية، مما يعكس الدقة في الهندسة المطلوبة لمنزل عائم. تم تصميم القاعدة العائمة للكبسولة باستخدام مبادئ هيدروديناميكية متقدمة، مما يضمن الاستقرار مع السماح بالتنقل السلس عبر تيارات البحر الأحمر.


الاستدامة والحلول التقنية
تُعد الاستدامة جوهر منزل البحر الأحمر. تُزوَّد الكبسولة بألواح شمسية ونظام تحلية المياه، مما يتيح الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه. تُعطي أنظمة إدارة النفايات الأولوية لإعادة التدوير وعدم التفريغ، بما يتماشى مع التزام المشروع بالحفاظ على البيئة البحرية. تم تطوير هذه الحلول التقنية من خلال بحث دقيق، مما يضمن أن المنزل لا يتعايش مع بيئته فحسب، بل يساهم بنشاط في الحفاظ عليها. تُظهر تكلفة الصيانة المنخفضة للمشروع—المستهدفة بأقل من 3% من تكاليف البناء السنوية—نهجًا عمليًا للعمارة المستدامة.
مساهمة الفريق
بقيادة إبراهيم نواف جوهرجي، جمع فريق INJ Architects خبرات في التصميم، الهندسة، والاستدامة لتحقيق هذا المفهوم الرؤيوي. ومن خلال التعاون مع مهندسي البحرية والعلماء البيئيين، ضمن الفريق أن منزل البحر الأحمر يوازن بين الابتكار الجمالي والجدوى التقنية، مجسدًا التزام INJ Architects بدفع حدود العمارة.


الخاتمة والرؤية
يُعد منزل البحر الأحمر شهادة على قوة الخيال في تشكيل مستقبل العمارة السكنية. من خلال إعادة تصور المنزل ككيان متحرك ومستدام، يدعو مكتب INJ Architects إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالفضاء، الطبيعة، والمجتمع. هذا المشروع، المصنف ضمن البحث والاستدامة، ليس مجرد تصميم، بل رواية أمل—رؤية لمنازل تتكيف، تتصل، وتُلهم عبر محيطات العالم.